37 سنة من العطاء المتواصل: ديوان التونسيين بالخارج في خدمة الجالية ودعم الوطن

في مثل هذا اليوم من سنة 1988، وتحديدًا يوم 2 جوان، انطلقت رحلة ديوان التونسيين بالخارج كمؤسسة وطنية رائدة هدفها الأسمى خدمة الجالية التونسية المقيمة خارج حدود الوطن. وقد مثل تأسيسه لحظة فارقة في تاريخ الدولة التونسية، تُرجم فيها وعيها العميق بأهمية مواطنيها بالخارج، وبضرورة إدماجهم في النسيج الوطني، ليس فقط وجدانياً، بل أيضًا اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً.

واليوم، وبعد مرور 37 سنة من العمل المتواصل، يواصل الديوان أداء رسالته النبيلة، واضعًا كل إمكانياته البشرية والمادية لخدمة أبناء تونس في الخارج، باحثًا دومًا عن أفضل الآليات لحمايتهم، والدفاع عن حقوقهم، وتسهيل تواصلهم الدائم مع الوطن الأم، تونس العزيزة.

لقد جسّد ديوان التونسيين بالخارج، منذ انطلاقته، حرص الدولة على ترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية، وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية والإنسانية بين الجالية التونسية والوطن. وكان وما يزال سندًا هامًا لأبناء الجالية في مختلف المحطات، خاصة في فترات الأزمات، حيث لعب دورًا حاسمًا في الإحاطة الاجتماعية والنفسية، وتقديم الإرشاد والدعم في عديد الملفات المعقدة.

وإيمانًا منه بالدور المتنامي للتونسيين بالخارج في دعم التنمية الوطنية، يُمضي الديوان قدمًا على درب الإصلاح، ساعيًا إلى تطوير آلياته ومنظومته الخدمية بما يتماشى مع متغيرات العصر وتطلعات الجالية، خاصة من الجيلين الثاني والثالث، الذين يتوقون إلى مساهمة فاعلة في بناء تونس المستقبل.

إن الجالية التونسية بالخارج، بكل تنوعاتها، تمثل ثروة بشرية لا تُقدّر بثمن، وهي امتداد طبيعي للنسيج الوطني. لذلك فإن دعمها وتمكينها من المساهمة في التنمية الشاملة للبلاد، ليس فقط واجبًا وطنيًا، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل تونس.

كل عام وجاليتنا بألف خير، وكل عام وديوان التونسيين بالخارج أكثر إشعاعًا في خدمة أبناء الوطن خارج الحدود، مجسّدًا بذلك التوجهات الكبرى لوزارة الشؤون الاجتماعية، وملتزمًا بمبادئ الدولة الاجتماعية الراعية لكل أبنائها، في الداخل والخارج.

يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى